الخميس، 7 يونيو 2012

ازمة مخرجات التعليم


استكمل هذا الاسبوع حديثي حول التوطين في الدولة مثمنا بشدة الخطوة الذي اتخذها المجلس الوزاري للخدمات برئاسة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة حول اعتماد اليات ومستهدفات التوطين في القطاع الحكومي الاتحادي راجيا أن يتم الضغط على الجهات الحكومية لتحقيق هذه الاهداف وأن لا يتم التساهل مع الجهات التي تفشل في الوصول لمستهدفاتها في التوطين والتي بلغت أكثر من النصف في العام الماضي.

ما لفت نظري هذا الاسبوع هو خبر عن مشاركة وفد من تنمية برئاسة مديرها العام في مؤتمر العمل الدولي في دورته 101 حيث أكد سعادته على تطبيق حكومة الدولة لمجموعة من السياسات والمبادرات المنبثقة عن خطة وطنية شاملة، تستهدف إيجاد بيئة عمل جاذبة للكوادر البشرية الوطنية في القطاعين الحكومي والخاص على المدى الآني والمتوسط والبعيد، مشيراً إلى تلبية احتياجات جميع القطاعات من الموارد البشرية الوطنية وربطها بهيكلية نظام التعليم، لضمان توافق مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل.

كلام جميل وتستحق كل جملة منه وقفة ولكني أود الفرملة قليلا عند الجملة الاخيرة وهي "ضمان توافق مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل". وسبب الفرملة أني سمعت هذه الجملة من عدة جهات في الدولة تختص بعملية التعليم والتوظيف سواء اثناء قيامي بتقييمها أو من خلال الصحف والجرائد ولكن حتى الان لم نر أية نتائج ملموسة.

فما زال طلابنا يفتقرون لأبسط المهارات التي يحتاجها سوق العمل حيث تركز مراحل التعليم المختلفة على التعليم التقليدي في حشو ذهن الطالب (كما كنا منذ 15 عاما) بدورة حياة البعوضة وقانون كيرشوف (الشباب يذكرونه جيدا) والصخور الهيماتيت البركانية على الرغم من عدم وجود أية براكين في العالم العربي كله في حين تهمل وبشكل واضح تزويد الطالب بالمهارات اللازمة للنجاح في بيئة العمل.

اسمحوا لي قليلا أن اطرح هذه الاسئلة من واقع عملي كمدير في القطاعين العام والخاص وتلمسي عن قرب باحتياجاتهما الوظيفية:

·         كم من مؤسساتنا التعليمية تزود طلابها بالمهارات اللازمة لعمل دراسة لمدير تنفيذي حول موضوع معين بشكل دقيق وصحيح وبشكل يمكن المدير من اتخاذ القرار الملائم؟

·         كم من مؤسساتنا التعليمية تزود طلابها بمهارات عمل العروض التقديمية للمدراء التنفيذيين وبالطرق الحديثة الجاذبة والمدعمة بالحقائق  وكما نقول بالانجليزية (To the point

·         وكما منها تزودهم بمهارات كتابة الرسائل والتقارير والملخصات التنفيذية والرسائل الالكترونية والبروتكولات المعتمدة في الكتابة داخليا في المؤسسة وخارجيا وغيرها من المهارات التي يحتاجها سوق العمل والتي يطلق عليها (Soft Skills

·         هل فكرت الهيئات المعنية بعملية التوظيف في تزويد حملة الثانوية العامة (وهي الفئة الغالبة للباحثين عن الوظائف) ببعض المهارات التقنية مثل استعمال حزمة مايكروسوفت اوفيس بكفاءة وعندما اتكلم عن الحزمة فإنني اعني الحزمة كاملة وليس وورد وباوربوينت فقط (فهذين حتى ابني ذو السنتين يعلم كيف يستخدمهما) فكم منهم يجيد استعمال اكسل او فيشيو او اكسس او انفوباث بكفاءة عالية؟

أن نموذج التميز ينص بشكل واضح تحت المعيار الثاني (الاستراتيجية) على أن استراتيجية الجهات المتميزة مبنية على الاحتياجات والتوقعات الحالية والمستقبلية لجميع المعنيين وحيث أن سوق العمل هو المعني الاساسي لمؤسساتنا التعليمية والتوظيفية فهل تم أخذ توقعاتهم الحالية والمستقبلية في الاعتبار عند وضع استراتيجيات التعليم والتوظيف؟

أن نظم التعليم الحديثة تهدف الى تزويد الطالب بالمهارات اللازمة لمواجهة متطلبات الحياة المختلفة بعيدا عن الحشو والتلقين والحفظ، وكذلك النظريات الحديثة في عمل المقابلات الوظيفية تطالب المسؤولين بالتركيز على اختيار الاكثر مهارة لا الاكثر علما فهل يمكن لتلك المؤسسات اخذ ذلك في الاعتبار؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق